وأهم الابواب (الاساس)
الايـــــــمان بالله تعالى
هذا الفصل من اخطر الفصول واعظمهم شأنا وأعظمهم قدرا اذ حياة المسلم كلها تدور عليه وتتكيف بحسبه فهو اصل الاصول فى النظام العام لحياة المسلم بأكملها
الايمان بالله تعالى:المسلم يؤمن بالل تعالى بمعنى انه يصدق بوجود الرب تبارك وتعالى وانه عز وجل فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهاده رب كل شئ ومليكه لا اله الا هو ولا رب غيره انه جل وعلا موصوف بكل كمال منزه عن كل نقصان وذلك لهداية الله تعالى له قبل كل شئ والادلة النقليه والعقليه هى::
الادلة النقليه:1- اخباره تبارك وتعالى عن وجوده وعن ربوبيته للخلق وعن اسمائه وصفاته وذلك فى كتابه الكريم , ومنه قوله عز وجل ((ان ربكم الله الذى خلق السماوات والارض فى ستة ايام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين)) (سوره الاعراف ) وقوله لما نادى نبيه موسى عليه السلام بشاطئ الوادى الايمن فى القعهة المباركه من الشجره ((ياموسى انى انا الله رب العالمين)) (سورة طه).
وقوله عز وجل فى تعظيم نفسه وذكر اسمائه وصفاته جل فى علاه ((هو الله الذى لا اله الا هو عالم الغيب والشهاده هو الرحمن الرحيم ,هوالله الذى لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون,هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما فى السماوات والارض وهو العزيز الحكيم))(سوره الحشر)
وقوله فى الثناء على نفسه ((الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين))(سورة الفاتحه) وقوله فى خطابنا نحن المسلمين ((وان هذه امتكم امة واحده وانا ربكم فاعبدون))(سورة الانبياء)وقوله تبارك وتعالى فى ابطال دعوى وجود رب سواه وانه لا اله غيره((قل لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون))(سورة الانبياء)
2-اخبار نحو مائه وأربعة وعشرين الفا من الانبياء والمرسلين بوجود الله تعالى وعن ربوبيته للعوالم كلها , وعن خلقه تعالى لها وتصرفه فيها وعن اسمائه وصفاته وما منهم من نبى ولا رسول الا وقد كلمه الله تعالى او بعث اليه رسولا او القى فى روعه (الروع هو القلب والعقل) ما يجزم معه انه كلام الله ووحيه اليه .
فاخبار صفوة الخلق وخلاصة البشر يحيل العقل البشرى تكذيبه كما يحيل تواطؤ هذا العدد الكبير على الكذب واخبارهم بما لم يعلمو وهم من خيار البشر واطهرهم نفوسا وارجحهم عقولا واصدقهم حديثا .
3 – ايمان البلايين من البشر واعتقادهم بوجود الرب سبحانه وعبادنهم له وطاعتهم اياه, فى حين ان العاده البشرية جاريه بتصديق الواحد والاثنين فضلا عن الجماعه والامه والعدد الذى لا يحصى من الناس مع شاهد العقل والفطره على صحة ما امنو واخبرو عنه.
4 – اخبار الملايين من العلماء عن وجود الله وعن صفاته واسمائه وربوبيته لكل شئ وقدرته على كل شئ وانهم لذلك عبدوه واطاعوه وأحبو له وأبضغوا من اجله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الادله العقليه::1 –
وجود هذه العوالم المختلفه المخلوقات الكثيرة والمتنوعه , يشهد بوجود خالقها وهو الله عز وجل اذ ليس فى الوجود من ادعى خلق هذه العوالم وايجادها سواه كما ان العقل البشرى يحيل وجود شئ بلا موجود بل انه يحيل وجود ابسط شئ بلا موجود وذلك كطعام بلا معالج لطبخه او فراش على الارض بلا مفرش له فيها , فكيف اذ بهذه العوالم الضخمة الهائله من سماء وما حوت من أفلاك وشمس وقمر وكواكب ونجوم وكلها مختلفة الاحجام والمقادير والابعاد والسير وارض وما خلق فيها من انسان وجان وحيوان مع ما بين اجناسها وافرادها من تباين فى الالوان والألسن والاختلاف فى الادراك والفهوم والخصائص والشيات اى العلامات وما اودع فيها من معادن مختلفة الالوان والمنافع وما اجرى فيها من انهار وما احاط يابسها من بحار وما انبت فيها من نبات واشجار تختلف ثمارها وتتباين انواعها وطعمها وروائحها وخصائصها وفوائدها .
2 – وجود كلامه عز وجل بين ايدينا نقرأه وتدبره ونفهم معانيه فهو دليل على وجوده عز وجل لانه يستحيل كلام بلا متكلم ولا قول بدون قائل .فكلامه تعالى دال على وجوده ولا سيما , وان كلامه تعالى قد اشتمل على أمتن تشريع عرفه الناس وأحكم قانون حقق الخير الكثير للبشريه كما اشتمل على أصدق النظريات العلميه وعلى الكثير من الامور الغيبيه والحوادث التاريخيه وكان صادق فى كل ذلك ايما صدق فلم يقصر على طول الزمان حكم من احكام شرائعه عن تحقيق فوائده مهما اختلف الزمان والمكان ولم تنتقض فيه ادنى نظريه من تلك النظريات العلميه ولم يتخلف فيه غيب واحد مما اخبر به من الامور الغيبيه كما انه لم يجرؤ مؤرخ كائنا من كان على ان ينقض قصه من القصص العديده التى ذكرها فيكذبها او يقوى على تكذيب او نفى حادثه من الحوادث التاريخيه التى اشار اليها او فصلها ..
فمثل هذا الكلام الحكم الصادق يحيل العقل البشرى ان ينسبه الى احد من البشر اذ هو فوق طوق البشر وفوق مستوى معارفهم واذ بطل ان يكون كلام بشر فهو كلام خالق البشر وهو دليل وجوده تعالى وعلمه وقدرته وحكمته.
3 – وجود هذا النظام الدقيق المتمثل فى هذه السنن الكونيه فى الخلق والتكوين والتنشئة والتطوير لسائر الكائنات الحية فى هذا الوجود فان جميعها خاضع لهذه السنن متقيد بها لا يستطيع الخروج عنها بحال من الاحوال فالانسان مثلا يعلق فى نطفة الرحم ثم يمر به اطوار عجيبه لا دخل لاحد غير الله فيها يخرج بعدها بشرا سويا فى خلقه وتكوينه وكذلك الحال فى تنشئته وتطويره فمن صبا وطفوله الى شباب وفتوه الى كهولة وشيخوخه .
وهذه السنن العامه فى الانسان والحيوان هى نفسها فى الاشجار والنباتات ومثلها الافلاك العلويه والاجرام السماويه فانها جميعها خاضعه لما ربطت به من سنن لا تحيد عنها ولا تخرج عن سلكها ولو حدث ان انفرط سلكها او خرجت مجموعه من الكواكب عن مداراتها لخرب العالم وانتهى شأن الحياة.
على مثل هذه الادلة العقلية والمنطقيه , والنقلية السمعية , آمن المسلم بالله تعالى وبربوبيته لكل شئ والهيته للاولين والاخرين وعى هذا الاساس تتكيف حياة المسلم فى جميع الشؤون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
الفصل الثانى من باب العقيدة
الايمان بربوبية الله تعالى لكل شئيؤمن المسلم بربوبية الله تعالى لكل شئ , وانه لا شريك له فى ربوبيته لجميع العالمين وذلك لهداية الله تعالى له اولا ثم للادلة النقلية والعقليه الاتيه ثانيا ::
الادلة النقلية:1 - اخباره تبارك وتعالى عن ربوبيته بنفسه اذ قال تعالى فى الثناء على نفسه ((الحمد لله رب العالمين ))(الفاتحه) وقال فى تقرير ربوبيته ((قل من رب السموات والارض قل الله ))(الرعد)
وقال فى بيان ربوبيته والوهيته ((رب السموات والارض وما بينهما ان كنتم موقنين, لا اله الا هو يحى ويميت ربكم ورب ابائكم الاولين))(الدخان)
وقال فى التذكير الميثاق الذى اخذه على البشر وهم فى اصلاب ابائهم بان يؤمنو بربوبيته لهم ويعبدوه ولا يشركو به غيره((واذ اخذ ربك من بنى ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالو بلى شهدنا))(الاعراف)
وقال فى اقامة الحجة على المشركين والزامهم بها ((قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم ))(المؤمنون)
2 – اخبار الانبياء والمرسلين بربوبيته تعالى وشهادتهم عليها واقرارهم بها فآدم عليه السلام قال فى دعائه ((ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخسرين))(الاعراف)
ونوح فى شكواه ((رب انهم عصونى واتبعو من لم يزده ماله وولده الا خسارا))(نوح)
وقال ((رب ان قومى كذبون, فافتح بينى وبينهم فتحا ونجنى ومن معى من المؤمنين))(الشعراء)
وقال ابراهيم عليه السلام فى دعائه لمكة حرم الله الشريف ولنفسه وذريته ((رب اجعل هذا البلد امنا واجنبنى وبنى ان نعبد الاصنام))(ابراهيم)
وقال يوسف عليه السلام فى ثنائه على الله((رب قد اتيتنى من الملك وعلمتنى من تأويل الاحاديث فاطر السموات والارض انت ولى فى الدنيا والاخره توفنى مسلما والحقنى بالصلحين))(يوسف)
وقال موسى فى بعض طلبه ((رب اشرحلى صدرى , ويسرلى امرى,واحلل عقدة من لسانى ,يفقهو قولى ,واجعل لى وزيرا من اهلى))(طه) وقال هارون لبنى اسرائيل((وان ربكم الرحمن فاتبعونى واطيعو امرى))(طه)
قال زكريا فى استرحامه((رب انى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا ولم اكن بدعائك رب شقيا))(مريم)
وقال فى دعائه ((رب لا تذرنى فردا وانت خير الورثين))(الانبياء)
وقال عيسى فى اجابته له تعالى ((ما قلت لهم الا ما أمرتنى به به ان اعبدو الله ربى وربكم ))(المائده)
وقال مخاطبا قومه ((يبنى اسرائيل اعبدو الله ربى وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنه ومأواه النار وما للظلمين من انصار ))(المائده)
ونبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام كان يقول عند الكرب " لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله رب العرش العظيم لا اله الا الله رب السموات ورب الارض ورب العرش الكريم "(رواه البخارى(93/
)ورواه مسلم(21) كتاب الذكر والدعاء.
فجميع هؤلاء الانبياء والمرسلين وغيرهم من انبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام كانو يعترفون بربوبيتة الله تبارك وتعالى ويدعونه بها وهم اتم الناس معارف وأكملهم عقولا وأصدقهم حديثا واعرفهم بالله تعالى وبصفاتهمن سائر خلقه فى هذه الارض.
3 – ايمان البلايين من العلماء والحكماء بربوبيته تعالى لهم ولكل شئ واعترافهم بها واعتقادهم اياها اعتقادا جازما
4 – ايمان البلايين والعدد الذى لا يحصى من عقلاء البشر وصالحيهم بربوبيته تعالى لجميع الخلائق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الادلة العقلية:1 – تفرده تعالى بالخلق لكل شئ اذ من المسلم به لدى كل البشر ان الخلق والابداه لم يدعها أو يقو عليهما احد سوى اللهعز وجل ومهما كان الشئالمخلوق الصغير وضئيلا حتى ولو كان شعره فى جسم انسان او حيوان او ريشة صغيره فى جناح طائر او ورقة فى غصن مائد فضلا عن خلق جسم تام او حى من الاجسام او جرم كبير او صغير من الاجرام.
أما الله تبارك وتعالى فقد قال مقررا الخالقية المطلقه له دون سواه((ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين))(الاعراف) وقال ((والله خلقكم وما تعملون))(الصافات) وأثنى على نفسه بخالقيته فقال ((الحمد لله الذى خلق السموات والارض وجعل الظلمات والنور))(الانعام)وقال ((وهو الذى يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الاعلى فى السموات والارض وهو العزيز الحكيم))(الروم)اليست خالقيته سبحانه وتعالى لكل شئ دليل وجوده وربوبيته ؟ بلى وانا ياربنا على ذلك لشهدين
2 – تفرده تعالى بالرزق اذ ما من حيوان سارح فى الغبراء اى على الارض او سابح فى الماء او مستكن فى الاحشاء اى مستتر الا والله تعالى خالق رزقه وهاديه الى معرفة الحصول عليه وكيفية تناوله والانتفاع به .
فمن النمله كأصغر حيوان الى الانسان هو اكمل وارقى انواعه الكل مفتقر الى الله فى وجوده وتكوينه وفى غذائه ورزقه والله وحده موجده ومكونه ومغذيه ورازقه , وها هى ذات آيات كتابه تقر الحقيقه قال عز وجل ((فلينظر الانسان الى طعامه , أنا صببنا الماء صبا , ثم شققنا الارض شقا , فأنبتنا فيها حبا , وعنبا وقضبا , وزيتونا ونخلا , وحدائق غلبا , وفكهة وأبا ))(عبس)
وقال تعالى ((وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به ازواجا من نبات شتى , كلو وارعو أنعامكم))(طه) وقال ((فأنزلنا من السماء ماء فأسيقينكموه وما انتم له بخزنين))(الحجر) وقال عز وجل((ومت من دابة فى الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها))(هود).
واذا تقرر بلا منازع انه لا رازق الا الله كان ذلك دليلا على ربوبيته سبحانه وتعالى لخلقه .
3 – شهادة الفطرة البشرية السليمة بربوبيته واقرارها الصارخ بذلك فان كل انسان لم تفسد فطرته يشعر فى قرارة نفسه بانه ضعيف وعاجز امام ذى سلطان غنى قوى وانه خاضع لتصرفاته فيه وتدبيره له بحيث يصرخ فى غير تردد انه الله ربه ورب كل شئ.
وان كانت هذه الحقيقه مسلمة لا ينكرها او يمارى فيها كل ذى فطرة سليمه فانه يذكر هنا زيادة فى التقرير ما كان القران الكريم ينتزعه من اعترافات أكابر المؤمنين بهذه الحقيقه التى هى ربوبية الله تعالى للخلق وكل شئ قال الله تعالى((ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن خلقهمن العزيز العليم (الزخرف)
وقال جل جلاله ولئن سألتهم من خلق السموات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله ))(العنكبوت)
وقال جل وعلى((قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم ,. سيقولون لله ))(المؤمنون).
4 – تفرده تعالى بالملك لكل شئ وتصرفه المطلق فى كل شئ وتدبيره لكل شئ دال على ربوبيته اذ من المسلم به لدى كافة البشر ان الانسان كغيره من الكائنات الحية فى هذا الوجود لا يملك على الحققة شيئا بدليل انه يخرج الى هذا الوجود عارى الجسم حاسر الرأس حافى القدمين ويخرج عندما يخرج منه مفارقا له ليس لمعه شئ سوى كفن يوارى به جسده فكيف اذ يصح ان يقال ان الانسان مالك لشئ على الحقيقه فى هذا الوجود؟
واذ بطل ان يكون الانسان وهو اشرف هذه الكائنات مالكا لشئ فمن المالك اذن ؟ المالك هو الله والله وحده وبدون جدل ولا شك ولا ريب وما قيل وسلم فى الملكيه يقال ويسلم فى التصرف والتدبير لكل شأن من شؤون الحياه ولعمر الله اذ هى صفات الربوبيه ,,الخلق ...الرزق..الملك..التصرف..التدبير وقديما قد سلمها اكابر الوثنيين من عبدة الاصنام قال تعالى((قل من يرزقكم منم السماء والارض قل الله امن يملك السمع والابصر ومن يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون , فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق الا الضلال))(يونس)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثالث
الايمان باسمائه تعالى وصفاتهيؤمن المسلم بما لله تعالى من اسماء حسنى وصفات عليا ولا يشرك غيره تعالى فيها ولا يتأولها فيعطلها ولا يشبهها بصفات المحدثين فيكيفها او يمثلها وذلك محال فهو انما يثبت لله تعالى ما اثبت لنفسه واثبته له رسوله من الاسماء والصفات وينفى عنه تعالى ما نفاه عن نفسه ونفاه عنه رسوله من كل عيب ونقص, اجمالا وتفصيلا وذلك للادلية النقلية والعقلية الاتيه:
الادلة النقلية::1 – اخباره تعالى بنفسه عن اسمائه وصفاته اذ قال تعالى ((ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى اسمائه سيجزون ما كانو يعملون ))(الاعراف) وقال سبحانه ((قل ادعو الله او ادعو الرحمن اياما تدعو فله الاسماء الحسنى))(الاسراء)
كما وصف نفسه بانه سميع بصير , وعليم حكيم , وقوى عزيز , ولطيف خبير , وشكور حليم , وغفور رحيم وانه كلم موسى تكليما وانه استوى على عرشه وانه يحب المحسنين ورضى عن المؤمنين الى غير ذلك من الصفات الذاتية والفعليه كمجيئه تعالى ونزوله واتيانهما انزله فى كتابه ونطق به رسوله صلى الله عليه وسلم
2 – اخبار رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك فيما ورد وصح عنه من اخبار صحيحه واحاديث صريحه كقوله صلى الله عليه وسلم((يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر كلاهما يدخل الجنه))(رواه البخارى(29/4)ورواه مسلم(1504/3)كتاب الاماره
وقوله ((لا تزال جهنم يلقى فيها وهى تقول هل من مزيد؟حتى يضع فيها رب العزة رجله وفى روايه قدمه – فينزوى بعضها الى بعض فتقول قط قط))(رواه البخارى(168/
ورواه مسلم (2187/4)كتاب الجنه)
وقوله صلى الله عليه وسلم ((ينزل ربنا الى السماء الدنيا كل ليله حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول " من يدعونى فأستجيب له؟ من يسألنى فأعطيه؟ من يستغفرنى فأغفر له؟"(رواه البخارى(66/2)ورواه مسلم (521/1)كتاب صلاة المسافرين وقصرها
وقوله (( لله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم براحلته))( رواه مسلم (2102/4)كتاب التوبه)الحديث وقوله للجاريه (( اين الله ؟ فقالت فى السماء قال انا من؟ قالت انت رسول الله قال اعتقها فانها مؤمنه)) وقوله ((يقبض الله الارض يوم القيامه ويطوى السماء بيمينه ثم يقول انا الملك اين ملوك الارض؟))(رواه البخارى(158/6)و(135/
)
3 – اقرار السلف الصالح من الصحابة والتابعين والائمة الاربعه رضوان الله عليهم اجمعين بصفات االله تعالى وعدم تأويلهم لها او ردها او اخراجها عن ظاهرها غير مراه بل كانو يؤمنون بمدلولها ويحملونها على ظاهرها وهم يعلمون ان صفات الله تعالى ليست كصفات المحدثين من خلقه وقد سئل الامام مالك رحمه الله تعالى عن قوله تبارك وتعالى (( الرحمن على العرش استوى )) (طه) فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعه.
وكان الامام الشافعى رحمه الله تعالى آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وامنت برسول الله وبما جاء على رسول الله على مراد رسول الله .
وكان الامام احمد يقول فى مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ان الله ينزل الى السماء الدنيا وان الله يرى (بضم الياء) يوم القيامه وانه تعالى يعجب ويضحك ويغضب ويرضى ويكره ويحب .. كان يقول نؤمن بها ونصدق بها لا بكيف ولا معنى , يعنى اننا نؤمن بان الله تعالى ينزل ويرى (ضم الياء) وهو فوق عرشه بائن من خلقه ولكن لا نعلم كيفية النزول ولا الرؤيه ولا الاستواء ولا المعنى الحقيقى لذلك بل نفوض الامر فى علم ذلك الى الله جل فى علاه ولا نصف الله تعالى بأكثر مما وصف به نفسه ووصفه به رسوله بلا حد ولا غايه ونحن نعلم ان الله ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــ
الادلة العقلية::1 - لقد وصف الله تعالى نفسه بصفات , وسمى نفسه بأسماء ولم ينهنا عن وصفه وتسميته بها ولم يأمرنا بتأويلها او حملها على غير ظاهرها فهل يعقل ان يقال اننا اذا وصفناه بها نكون قد شبهناه بخلقه فيلزمنا اذا تأويلها وحملها على غير ظاهرها؟وان اصبحنا معطلين نفاة لاسمائه تبارك وتعالى
, ملحدين فيها !! وهو يتوعد الملحدين فيها بقوله (( وذروا الذين يلحدون فى اسمائه سيجزون ما كانو يعملون )) ( الاعراف ) .
2 – اليس من نفى صفه من صفات الله تعالى خوفا من التشبيه كان قد شبهها اولا بصفات المحدثين ثم خاف من التشبيه ففر منه الى النفى والتعطيل فنفى صفات الله تعالى التى اثبتها لنفسه وعطلها فكان بذلك قد جمع بين كبيرتين التشبيه والتعطيل.
افلا يكون من المعقول اذا والحاله هذه ان يوصف البارى تبارك وتعالى بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله مع اعتقاد ان صفاته تبارك وتعالى تشبه صفات المحدثين كما ان ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات المخلوقين؟
3 – ان الايمان بصفات الله تعالى ووصفه بها لا يستلزم التشبيه بصفات المحدثين ذ العقل لا يحيل ان تكون لله صفات خاصه بذاته لا تشبه صفات المخلوقين ولا تلتقى معها الا فى مجحرد الاسم فقط فيكون للخالق صفات تخصه وللمخلوق صفات تخصه
والمسلم اذ يؤمن بصفات الله تبارك وتعالى ويصفه بها لا يعتقد ابدا ولا حتى يخطر بباله ان يد الله تبارك وتعالى تشبه يد المخلوق فى اى معنى من المعانى غير مجرد التسميه وذلك لمباينة الخالق والمخلوق فى ذاته وصفاته وافعاله قال تعالى ((قل هو الله احد , الله الصمد , لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفوا احد ))(الاخلاص)
وقال (( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير))(الشورى)
ــــــــــــ
الفصل الرابع
الايمان بالملائكة عليهم السلاميؤمن المسلم بملائكة الله تعالى , وانهم خلق من اشرف خلقه وعباد مكرمون من عباده , خلقهم من نور كما خلق الانسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار (المارج لهب صاف لا دخان فيه)وأنه تعالى وكلهم بوظائف فهم بها قائمون فمنهم الحفظة على العباد والكاتبون لاعمالهم ومنهم الموكلون بالجنة ونعيمها ومنهم الموكلون بالنار وعذابها اعاذنا الله واياكم ومنهم المسبحون الليل والنهار لا يفترون .
وانه تعالى فاضل بينهم اى فضل بعضهم على بعض فمنهم الملائكة المقربون كجبريل واسرافيل وميكائيل , ومنهم دون ذلك وذلك لهداية الله تعالى له ثم للادلة العقليه والنقلية الاتيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الادلة النقلية::1 – أمره تعالى بالايمان بهم واخباره عنهم فى قوله (( ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا ببعيدا))(النساء)
وفى قوله جل جلاله (( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكفرين))(البقره)
وفى قوله عز وجل (( لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون))(النساء)
وفى قوله عز وجل (( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانيه))(الحاقه)
وفى قوله عظمت حكمته(( وما جعلنا اصحاب النار الا ملائكه ))(المدثر)
وفى قوله جلا وعلا(( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب , سلام عليكم بما صبرتم))(الرعد)
وفى قوله عز وجل(( واذ قال ربك للملائكة انى جاعل فى الارض خليفه قالو اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال انى اعلم مالاتعلمون))(البقره)
2 – اخبار رسوله صلى الله عليه وسلم عنهم بقوله فى دعائه عندما يقوم لصلاة الليل (( اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل , فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهاده انت تحكم بين عبادك فيما كانو فيه يختلفون اهدنى لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدى من تشاء الى صراط مستقيم))(رواه مسلم( 534/1)كتاب صلاة المسافرين)
وفى قوله صلى الله عليه وسلم(( أطت السماء وحق لها ان تئط , ما فيها موضع أربع اصابع الا وعليه ملك ساجد))(رواه ابن ابى حاتم وهو معلول ورواه الامام احمد (173/5))
وفى قوله صلى الله عليه وسلم (( ان البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون))(أصله فى الصحيحين) وفى قوله اذا كان يوم الجمعه كان على كل باب من ابواب المسجد ملائكه يكتبون الاول فالاول فاذا جلس الامام طووا الصحف وجاءو يستمعون الذكر ))(رواه البخارى( 136/4) ورواه مالك وهو صحيح)
وفى قوله صلى الله عليه وسلم ((يتمثل لى الملك احيانا رجلا فيكلمنى فأهى ما اقول))(رواه البخارى فى صحيحه).
وفى قوله((يتعاقب فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار))(رواه البخارى( 145/1))
وفى قوله صلى الله عليه وسلم ((خلق الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم))(رواه مسلم (2294/4)كتاب الزهد والرقائق)
3 – رؤية العدد الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين للملائكة يوم بدر ورؤيتهم الجماعية غيرمره لجبريل امين الوحى عليه السلام اذ كان يأتى احيانا فى صورة دحية الكلبى فيشاهدونه , ومن اشهر ذلك حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى مسلم , وفيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم ((أتدرون من السائل))
قالو الله ورسوله أعلم قال :" هذا جبريل جاء ليعلمكم دينكم "(رواه مسلم )(38/1) كتاب الايمان .
4 – ايمان آلآف الملايين من المؤمنين اتباع الرسل فى كل زمان ومكان بالملائكة وتصديقهم بما اخبرت عنهم الرسل من غير شك ولا تردد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الادلة العقلية::1 – ان العقل لا يحيل وجود الملائكة ولا ينفيه , لان العقل لا يحيل ولا ينفى الا ما كان مستلزما لاجتماع الضدين ككون الشئ موجودا و معدوما فى آن واحد , أو النقيضين , كوجود الظلمة والنور معا مثلا , والايمان بوجود الملائكة لا يستلزم من ذلك شيئا ابدا .
2 – اذا كان من المسلم به لدى كافة العقلاء ان اثر الشئ يدل على وجوده فان للملائكه آثارا كثيره تقضى بوجودهم وتؤكده ومن ذلك :
اولا::
وصول الوحى الى الانبياء والمرسلين اذ كان غالبا ما يصلهم بواسطه الروح الامين جبريل عليه السلام الملك الموكل بالوحى وهذا اثر ظاهر لا ينكر وهو مثبت ومؤكد لوجود الملائكه.
ثانيا::
وفاة الخلائق بقبض ارواحهم فانه اثر كذلك دال على وجود ملك الموت واعوانه يقول تعالى((قل يتوفكم ملك الموت الذى وكل بكم))(السجده)
ثالثا::
حفظ الانسان من اذى الجان والشيطان وشرورهما دليل على وجود حفظة للانسان يحفظونه ويدفعون عنه قال تعالى((له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله))(الرعد)
3 – عدم رؤية الشئ لضعف البصر أو لفقد الاستعداد الكامل لرؤية الشئ لا ينفى وجوده اذ هناك اشياء كثيره من الماديات فى عالم الشهادة كانت تقصر عنها الرؤيه بالعين المجرده واصبحت الان ترى بوضوح وذلك بواسطه المكبرات للنظر.
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
الفصل الخامس من باب العقيده
الايمان بكتب الله تعالى يؤمن المسلم بجميع ما انزل الله تعالى من كتاب وما اتى بعض رسله من صحف وانه كلام الله اوحاه الى رسله ليبلغو عنه شرعه ودينه ون اعظم هذه الكتب :: الكتب الاربعه::
القران الكريم المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
التوراه المنزل على نبى الله موسى عليه السلام
الزبور المنزل على نبى الله داوود عليه السلام
الانجيل المنزل على عبد الله ورسوله عيسى عليه السلام
وأن القران الكريم اعظم هذه الكتب والمهيمن عليها والناسخ لجميع شرائعها واحكامها وذلك للادلة العقلية والنقلية الاتيه:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الادلة النقلية::1 – امر الله تعالى بالايمان فى قوله (( يايها الذين آمنوا ءامنوا بالله ورسوله والكتب الذى نزل على رسوله والكتاب الذى انزل من قبل ))(النساء).
2 – اخباره تعالى عنها فى قوله ((الله ر اله الا هو الحى القيوم , نزل عليك الكتاب بالحق لما بين يديه وأنزل التوراة والانجيل , من قبل هدى للناس وانزل الفرقان ))(آل عمران)
وفى قوله ((وأنزلنا عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ))(المائده)
وفى قوله جلت قدرته ((وءاتينا داوود زبورا))(النساء)
وفى قوله (( وانه لتنزيل رب العالمين , نزل به الروح الامين , على قلبك لتكون من المنذرين , بلسان عربى مبين , وانه لفى زبر الاولين ))(الشعراء)
وفى قوله (( ان هذا لفى الصحف الاولى , صحف ابراهيم وموسى ))(الاعلى)
3 – اخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فى احاديث كثيره منها فى قوله (( انما بقاؤكم فيمن سلف , كما بين صلاة العصر الى غروب الشمس أوتى اهل التوراة التوراه فعملو بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ثم أوتى أهل الانجيل الانجيل فعملو بها حتى صليت العصر ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ثم أوتيتم القرآن فعملتم به حتى غربت الشمس فأعطيتم قيراطين قيراطين فقال أهل الكتاب : أقل منا عملا وأكثر أجرا ؟
قال الله هل ظلمتكم من حقكم من شئ قالو " لا " قال : هو فضلى أوتيه من أشاء ))( رواه البخارى 146/1) .
وف قوله صلى الله عليه وسلم (( خفف على داوود عليه السلام القران (القراءه ) فكان يأمر بدواءه فتسرج فيقرأ "" القران "" ( التوراه أو الزبور) قبل ان تسرج دوابه , ولا يأكل الا من عمل يديه ))(رواه البخارى 194/4).
وفى قوله عليه الصلاة والسلام (( لا حسد الا فى اثنتين : رجل اتاه الله القران فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار , ورجل اتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار))(رواه البخارى 189/9)
وفى قوله (( تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلو بعدى بدا : كتاب الله وسنتى ))(رواه الحاكم فى المستدرك 93/1 وهو صحيح ورواه مالك بلاغا) .
وقوله (( لا تصدقو أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذى انزل الينا وما انزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون))(رواه البخارى 237/3).
4 – ايمان الملايين من العلماء والحكماء وأهل الايمان فى كل زمان ومكان واعتقادهم الجازم بأن الله تعالى قد انزل كتبا أوحاها الى رسله وخيرة الناس من خلقه وضمنها ما اراد من صفاته وأخبار غيبيه وبيان شرائعه ودينه ووعده ووعيده .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الادلة العقلية ::1 – ضعف الانسان واحتياجه الى ربه فى اصلاح جسمه وروحه يقتضى انزال كتب لتتضمن التشريعات والقوانين المحققه للانسان كمالاته وما تتطلبه حياتاه الاولى والاخرى
2 – لما كان الرسل هم الواسطه بين الله تعالى الخالق وبين عباده المخلوقين وكان الرسل كغيرهم من البشر يعيشون زمنا ثم يموتون فلو لم تكن رسالتهم تضمنتها كتب خاصة لكانت تضيع بموتهم ويبقى الناس بعدهم بلا رسالة ولا واسطه فيضيع الغرض الاصلى من الوحى والرساله فكانت هذه حالا تقتضى انزال الكتب الالهيه بلا شك ولا ريب .
3 – اذ لم يكن الرسول الداعى الى الله تعالى يحمل كتابا من عند ربه فيه التشريع والهدايه والخير سهل الناس تكذيبه وانكار رسالته فكانت هذه حالا تقتضى بانزال الكتب الالهيه لاقامة الحجه على الناس .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشيخ ابو بكر جابر الجزائرى (يتبع)